" Masa Design: المصمم والهويّة الفنية – منقول من مدونة نقطة بداية

السبت، 19 مايو 2012

المصمم والهويّة الفنية – منقول من مدونة نقطة بداية

منقول من مدونة نقطة بداية | الكاتب جابر حدبون

لكل شيء في حياتنا هويّة، والهوية هي السّمة الظاهرة في الشيء ليسهل التعرف عليه وتمييزه عن غيره، وفي مجال التصميم الفني توجد عدة وسائل وآليات لاستعمال الهويّة في مشاريع إعلانية سواء للمؤسسات أو الأشخاص أو المنتجات، كيف ذلك؟ هذا ما أحاول أن أبينه من خلال هذا الموضوع.

أولا عليّ أن أؤكد على أهمية الهوية الفنية وقداستها لدى كل من يملكها، فعلى المصمم أن يتعامل بشيء من الحكمة والذكاء وربما أقول تجاوزا “الاحترام” لتلك الهوية المتمثلة أساسا في الشعار (اللوغو) والألوان ونوعية الخط وتفاصيل أخرى يكتمل بموجبها النسق العام، فأول ما على المصمم معرفته عند استقبال طلب خدمة من زبائنه هو البحث عن الهوية الفنية إن وجدت، وإلا فعليه أن يبين أهمية وضرورة امتلاك تلك الهوية.

تتجلى مظاهر الهوية الفنّية أساسا فيما يأتي:

  • الشعار (اللوغو).

  • الألوان المستعملة، وعادة تكون بلونين أو ثلاثة باعتبار اللون الأبيض كلون.

  • العبارة التسويقية، ويمكن أن تتغير باستمرار حسب المناسبات.

  • تصاميم: ورق المراسلات، بطاقة الأعمال، كتالوج، مطوية،… إلخ.

وللتوضيح أكثر سأستعمل مثالا وقع أو يقع لبعض منا ربما، ترسل شركة مندوبها التسويقي لطلب خدمات إعلانية من بينها تصميم بعض الوسائل الدعائية، فمن الخطإ هنا أن يبادر المصمم مباشرة لاقتراح أعمال ونماذج للعمل دون العودة لما صمم سابقا من غيره لتلك المؤسسة، فعوض أن يستعمل السّمة المتداولة في تلك الشركة  بألوانها المفضّلة وشعارها المتوفر يستعمل ألوانا أخرى أو يعدل في الشعار ولو للأحسن دون استشارة صاحبه، فهذه الأمور يمكن أن تهز ثقة الزبون بالمصمم إن وقع فيها، بل ربما يسير الأمر إلى خلاف لو تم اعتماد ألوان شركة منافسة مثلا!.

على المصمم أن يبادر أولا لتصميم هويته الفنية الخاصة، فيصمم لنفسه شعارا (لوغو) إن كان يعمل بصفة فردية، ويختار الألوان بعناية لبطاقة عمله (بطاقة الزيارة) ويوحّدها فيما يخص باقي الوسائل الدعائية، فلا نجد شعاره بألوان غير التي في بطاقته أو بطاقته مختلفة شكلا وتصميما عن واجهة موقعه على الأنترنت، اختيار الهوية الفنية ليس بالأمر السهل، لأنه هو الذي يدوم مع مسيرة المصمم الفنية، رغم أنه لا يخلو من التعديلات والتنقيحات كل مرة، بدون أن يشعر غيره باختلاف جذري، ولكم أن تلاحظوا تطور الهوية الفنية لشركات مثل: غوغل، وكوكا كولا، ومرسيدس وغيرها، تضاف اللمسات إليها لتحسينها دون أن تشعر.

أما إن كان المصمم يعمل في مؤسسة، فعليه أول الأمر معرفة هويّة مؤسسته جيدا، وتحديد الألوان المفضلة لها، ونوع الخطوط المستعملة، وحتى الجملة الدعائية التي تعتمدها، هذا الأمر يساعده كثيرا في عمله، ويبعده عن ارتكاب أخطاء في حال قيامه بعمل فني خاص بمؤسسته.

من الأخطاء التي عليّ أن أنبّه إليها في موضوع الهويّة الفنية، إقدام المصمّم على تصميم عملين متشابهين لزبونين مختلفين، مع تغيير في اللون فقط، أو الشعار أو في تفصيل صغير، معتقدا أن الأمر بسيط لهذه الدرجة، بل عليه أن يخصص لكل زبون هويّته ولمسته الخاصة، فإن تشابهت الألوان كان الاختلاف في التصميم والمؤثرات المستعملة، حتى لا تظن أن العملين لمؤسستين توأم.

التفاصيل الصغيرة مهمة جدا في الهويّة الفنّية، فلا نغير من نوع الخط المستعمل سلفا، بحجة أن الخط صغير ومن سيشعر به! أو اللون أيضا، التدقيق أمر ضروري، حتى أن القواعد والنظم الاحترافية تلزم العمل بنسب الألوان فيما يخص الشعار (اللوغو) والألوان المستعملة، فإن قلت لك الأزرق الفاتح، هذا لا يكفي، بل علي أن أقدّم لك النسب بالأرقام.

أنصح المصممين بمراجعة أعمالهم بدقّة وعدم التسرّع فيها، والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة فيما يخص الهوية الفنية لهم وللزّبون، هذا الأمر من شأنه أن يرفعهم مستويات ويدفع بهم للأمام، كما يمكن أن ينزل بهم أسفل سافلين في حين أهملوه وكان همّهم الوحيد الربح السريع وكفى!.

هذا شرح مختصر جدا لموضوع الهويّة الفنية، في حين كان يجب تخصيص مقالات كثيرة حوله، لأهميته وقميته لدى عمل المصمّم الفنّي، أرجو أن أوفّق فيما ما هو آت من الأيام للتعمّق فيه أكثر وتقديم مادة أوفى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق